الأربعاء، 6 مارس 2013

السجينة - مليكة أوفقير

هل تخيلت يوماً عودة الرجل من العصر الحجري إلى حياتنا الراهنة ؟ دائماً ما نفترض ذلك ونتصور ما قد يعانيه الرجل البدائي من ذهول وعدم تصديق من التكنولوجيا الحديثة . .
إن هذا ما حصل فعلاً منذ زمن ليس ببعيد ..
 إنه " عبد اللطيف أوفقير " الذي زج به في السجن مع عائلته وهو طفل لم يتجاوز العامين , أما عندما خرج منه فقد كان يناهز 17 عاماً .
 خرج للحياة بعد أن سرقت منه طفولته في عتمة كالقبر وبدائية فجة وافتقار لأدنى مقومات الحياة من نظافة أو غذاء صحي .
  كان يسمع من أخته مليكة عن العالم الخارجي كما نستمع لحكايات الخيال العلمي ومخلوقات الفضاء , إلا أنه كان يتحرق شوقاً للخروج من القبر الذي التهم سنين عمره .
 منحته العزلة ذكاء متوقداً استطاع به أن يخطط مع أسرته للهروب , ومنحتهم ال15 عاماً قوة هائلة وتحد كبير فقاموا بحفر نفق بأيديهم وبسكين الفاكهة , حتى تحققت المعجزة ونجحوا في اختراق جدار السجن , فهرب أربعة منهم أصغرهم الشاب "عبد اللطيف "
تقول كاتبة الرواية على لسان "مليكة " :
في تلك اللحظة انتابنا إحساس غريب شبيه بذلك الذي طغى على رواد الفضاء عندما وضعوا قدمهم على سطح القمر لأول مرة
حالة الدهشة التي كانت تعتري عبد اللطيف كانت تنمو وتزداد مع اكتشاف كل شيء جديد .. بلغ ذهوله أشده عندما أقلع القطار وأخذ يسرع شيئاً فشيئاً كانت شفتاه معلقتين وعيناه جاحظتين فيما كان يمعن نظره في المشاهد التي تمر أمامه .
إنه أول خروج له إلى الدنيا التي يجهل كل شيء عنها ولم ير منها إلا الظلام والعتمة وخلال خمسة أيام من هروبنا لازمه إحساس دائم بأننا نتواجد داخل قطار متحرك .
(السجينة – مليكة أوفقير ) للكاتبة : ميشيل فيتوسي
رواية أحداثها حقيقية , وأبطالها شهدوا الانقلاب الذي حدث في المغرب عام 1972م - فكان من نصيبهم السجن مايقارب ال20 عاماً لمحاولة أبيهم الضابط قتل ملك المغرب حسين الثاني .
 المبكي في الأمر أن بطلة القصة "مليكة " التي تتحدث الكاتبة على لسانها تربت في قصر الملك ذاته الذي أمر بقتل أبيها الحقيقي وزجهم في السجن  , حيث تبناها الملك محمد الخامس لتكون صديقة لابنته ثم توفى محمد الخامس ليمتد دور الأبوة إلى ابنه الحسين الثاني , حتى بلغت "مليكة " سن السادسة عشر فملت من جو القصر بأنظمته الصارمة وتركت أختها بالتبني وعادت إلى كنف أسرتها الحقيقية وعاشت عامين من الحرية وجو الأسرة الخالي من التكلف والقوانين الملكية وتعرفت على أخواتها وأخويها عن كثب ثم زجت في السجن معهم بعد مقتل أبيها الحقيقي على يد جلالة الملك لتنظيمه للانقلاب العسكري الذي حدث آنذاك .
رواية ماتعة وشيقة وتعري الحقيقة من الأقنعة والستور
وهذا الرابط لتحميل الرواية :

هناك تعليق واحد:

أبو الفضل نوح الصرايره يقول...

قصة رائعة تشبه الخيال، كم هي مؤلمة وتستحق القراءة، فهي المرة الأولى التي أسمع بها.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.