السبت، 30 يوليو 2011

س2



لماذا نتجاهل مشاعرنا الجميلة ونحبسها في بوتقة من صمت , أحينما يموت من نحب تتدفق الأحاسيس فجأة !


الخميس، 28 يوليو 2011

على أعتاب ظلم


أبجدية العناء تلك التي تجرعَتْها ذات صباح.. يا فرحة النجاح تقلصي ويا روح التفوق اخسئي، فقلب الجامعة ملوثٌ بأطنان من الحقد والبغضاء..
ظلت تخطط لحلمها عدة أشهر وتُكَرِّسُ فيه جهدها.. سهرت الليالي ولم تنعم بنوم الظهيرة استأثرت بوقتها لأجله، واثقلت كاهل من حولها، ثم قصمت ظهرها أخبار النتائج (81ب) جيد جداً لمادة عامة لاتمت لتخصصها بصله.
تدخل غرفتها، وتصفق الباب خلفها، بينما تردد بعزم: (سأُكلمها)! تلمع الفكرة في رأسها، أحلام تلك الفتاة المتفوقة زميلتها في الشعبة.. لابد أن لديها رقم الأستاذة.
-         هل تظنين يا أحلام أني سأستطيع استدراك العلامة، إني محطمة ويائسة لقد بذلت أقصى جهدي في هذه المادة.
-         تحدثي مع الأستاذة واشرحي لها ذلك، سأعطيك رقمها.
يتصبب العرق منها وهي تمسح رقماً وتضغط آخر.. تراجعه بنظرها مراتٍ عدة، تحسم الأمر، وسبابتها تضغط على الزر الأخضر، يأتيها ردها بلا روح:
-         لكن درجتك مرتفعة جداً ، تقاطعها:
-    مستواي أعلى من ذلك بكثير ، وتذكر لها معدلها التراكمي، تكمل لاهثة:استدركي لي الدرجة أرجوك أو عَلٍّقي لي المادة لأدرسها في فصل دراسي آخر، ترد بتهكم:
-         تأكدي أني لم أظلم أحداً ورأيي في مستواكِ قد لا يعجبكِ، عوضكِ الله.
خفقات قلبها تزداد، وعزمها يتضاعف، (سأشكوها)!
* * *
تذهب للجامعة في صباح يوم عطلة.. تراها من بُعد خارجةً من القسم، تهتف باسمها في دهشة: أحلام!، تلتقي أعينهما. 
تهم بأن تسألها عن سبب وجودها, فتسبقها بقولها: هاه بشري ماذا فعلتِ.
-         سأقدم اعتراضاً على الدرجة.
-         صدقيني ستعودين بخفي حنين!
-         لن أيأس سأحاول، وبشتى الطرق.
تبتعد بخطواتها عنها وتكمل طريقها تقف عند الباب برهة، فيطالعها وجهها الصارم، تزَّور كلاماً في نفسها.. تتوكل على الله وتدخل.
تخاطب المسؤولة بصوت خافت:
-         لدي اعتراض على درجة إحدى المواد ، تقاطها بحزم:
-         من هي الأستاذة؟ تذكر لها اسمها وتندفع كلماتها:
-    لقد أجبت على اسئلتها التعجيزية بكل طلاقة، سوى فقرة واحدة شككت في صحتها، ثم صدمت بدرجة منخفضة لم أحصل عليها في تاريخ دراستي.
تتنهد، فتخاطبها وعيناها تتصفحان أوراقاً على مكتبها:
-         إن العلامة التي منحتها لكِ الأستاذة عالية مستحقة ولا يحق لكِ رفع تظلم.
-         إنها عالية بالنسبة لمن قرأت الكتاب دون أن تعي معظم مفرداته، لكني استوعبت كامل المنهج، وإن لم تصدقيني فاختبريني مجدداً.
 تنظر إليها وتبتسم بازدراء.
تسألها: أتريدين مني أن أقدم لكِ طلباً بفتح ورقة الإمتحان؟
-         نعم، أرجوك!
-    حسناً ولكني أحيطك علماً بأن فتح الورقة بمبلغ مالي، وبعدها سيتم مراجعتها من أساتذة آخرين وهم من سيقررون استحقاق درجتك، وغالباً ما تكون أقل من تلك التي اعترضت عليها.، تنظر إليها بذعر.. فتوميء برأسها وتقول بأمومة:
-         احمدي الله على كل حال وارضي بقضائه.
تشعر بدمعتها تنساب فتستأذنها وتخرج.
* * *
تعرض بطاقتها الجامعية للموظفة.. تلقي نظرةً على جدولها وتشق طريقها للمبنى الذي ستدرس به المحاضرة الأولى لهذا الفصل.
تمرُّ على قاعة تعرفها فيدهمها صوتها، تراها تحمل الكتاب ذاته الذي شهد خيبتها، وتقول لطالباتها:
-         هذا هو الكتاب المقرر عليكن، انتبهن معي جيداً، فإن طالبة حصلت على امتياز عندي لم أصادفها خلال تدريسي .
يرتفع ضغط دمها، وتصغي:كثيراتٌ هن اللاتي أعدن المادة لدي والتكرار يعلم الـ......
تتأمل طالباتها بشفقة فترى وجوهاً مألوفة وأخرى تائهة، تلمحها وسطهن تستمع للأستاذة بقهر عجباً، أحلام! ما الذي أجلسك هنا مرة أخرى، تخفض عينيها وصدى صمتها يتردد: (إني راسبة في المادة ذاتها يا عزيزتي).
                                                                                    تمت 
                                                                       كتبته : إكرام حسن العمري
 
* هذه القصة نشرت لي في مجلة حياة للفتيات العدد 123 وهذا رابط للإعلان عن العدد في منتدى المعالي 
http://forum.ma3ali.net/t731350.html

س1


هل يجب أن نعرف كل شيء عن أحبتنا ؟ إن اللاشعور يخفي تفاصيل من الحقيقة عنا .


الأربعاء، 27 يوليو 2011

مريول مراهقة




من بين ضجيج الطالبات.. وفي فترة الراحة.. وبعد اختلاط الأنفاس عند نافذة المقصف ينطلق تساؤلها كمدفع:
-         (خلود يا.... لماذا تمشين بهذه الطريقة ؟ )
كانت هذه العبارة أول خيط أكدَّ لها صدق ظنونها، لا تدري بالتحديد متى بدأت تخطو (كالرجل الآلي) كما أسموها لاحقاً، إلا أنها واثقة أن ثقل رجليها يزداد، ونظراتٌ يعلوها الاستفهام مصوبة نحوها.
تفكر: ثمة أمور محيرة في هذه المتوسطة, لم تكن الابتدائية التي كنتُ فيها منذ شهور مليئة بهذا الكم الهائل من عدسات المراقبة، والتي محورها ببساطة ذلك الشيء الذي يحيطني بهمجية.
* * *
تعود إلى المنزل وكابوس مريولها يفقدها توازنها، تقف وجهاً لوجه أمامه في المرآه المستطيلة تراه يملؤها بكل تحدٍ، ترفع يدها فيرتخي كمها حتى تصل إسورته لمرفقها من اتساع فتحته، تقبض على القماش الزائد منه (شبر - شبرين) ضِعفَي ذراعها النحيلة، تشدّ طرفي الفستان من تحت خاصرتها فتتضخم أمنيتها بأن تملأ ذلك الكيس بكتل من اللحم، تخلعه بعصبية وترميه على الأرض.. تستبدله ببيجامتها وسرعان ما يعود التوازن لقدمها، وتنتظم تحركاتها ويتسامى ارتباكها، تعود بخطاها إلى المرآه فتطمئن إلى أن ما ترتديه يناسبها رغم بساطته، إنه لا يعاديها تدقق النظر في المرآه أكثر فتكتشف محبتها للون الأحمر، تبتسم فينتزعها صوت أمها:
-         خلووود القي بمريولك في سلة الغسيل
تسحب طرفه بازدراء وتنطق: (أمي أريد أن أفصل مريولاً على مقاسي مثل صديقاتي)
تجيبها بلا مبالاة (ما الفرق بين الجاهز والتفصيل؟)
على الأقل أريد تضييقه وتردف بحدة: (إن هذا ليس مريولي ابحثي لك عن فتاة وزنها 85 كلجم وتصدقي به عليها) وتقذف به إلى سلة الغسيل.
ترمقها أمها بنظرة تشل لسانها بينما تندفع الكلمات كسيل من قلبها دون أن تتجاوز حنجرتها.. تجر الخطا الواهنة نحو غرفتها وصدى كلمات نطقتها صديقتها يصم أذنها (أتدرين ياخلود أن تضييق الملابس عند الخياط لا تكلف سوى عشرة ريالات فقط)، تطالعها ابتسامتها الماكرة التي عبثاً حاولت إخفاءها، تنفض صورتها الساخرة من رأسها، تضغط بمخدتها على قلبها وتبكي.
ثلاثة أعوام مضت على تلك الدموع التي كانت بداية لسلسة من الهواجس، وها هي تخلع المريول البني إلى غير رجعة، استلقت على السرير ذاته وسكبت بعضاً من الدموع لتعطي الوداع حقه.
ثلاث سنوات أخريات انقضت وانتهى كابوس المرحلة الثانوية وحصلت على تأشيرة الدخول للجامعة.
تخصصت في علم النفس واستمتعت بمواده، وعبارة نطقتها الأستاذة اليوم عالقة بذهنها: (إن الفتاة في مرحلة المراهقة المبكرة تميل إلى ارتداء ما يتوافق مع مثيلاتها، والملابس الجيدة تكسبها الثقة بالنفس، والمراهِقَة التي تشعر أن مظهرها غير ملائم، تميل للعزلة وتصاب بالاكتئاب).
ومضت تسهب في ذكرياتها إلى أن قطعها صوت طرق خفيف متردد على الباب ثم طالعها وجه أختها الصغرى التي عادت من مدرستها تواً، سألتها:
(ألا ترين يا خلود أن الحزام المتصل بالمريول أجمل من المتحرك؟ معظم صديقاتي يرتدينه كذلك!)
تنظر إليها في ذهول وتهز رأسها إيجاباً، بينما تملأ ناظرها بمريولها الداكن اللون.
* هذه القصة نشرت لي في مجلة حياة للفتيات العدد : 127 وفي هذا الرابط إعلان عن العدد 

الأحد، 24 يوليو 2011

فيس بوك بنوتي 3-3

كما أن هناك السلبي في الفيس بوك فهناك الإيجابي أيضاً ...
فإن مما أعجبني في الفيس بوك أنه مكان جميل للمجاملة , والتواصل مع أصدقاء قدامى باعدت بينهم المسافات فالتقوا بعد زمن طويل من البعد على موقع الفيس بوك  .
ومما أعجبني أيضاً تلك الدعابات الجميلة , التي تبعث السرور في أنفسنا  وتنسينا ما يدور في رأسنا من هموم للحظات , و هناك دعوات لمشاهدة برامج مفيدة
و لكم أجر كل من استجاب لها بإذن الله ..
وتوجد روابط رائعة مفيدة أو مسلية تسلية مباحة , وعبارات مؤثرة نافعة ..
وهناك معلومات قيمة من صفحات (هيئة الإعجاز العلمي) أو (الرسول r وأصحابه ) أو ( حدث في مثل هذا اليوم ) أو ( غيبة ياهي مصيبة ) أو ( تومي لفنون الكروشيه ) ...... أو أي صفحة نافعة أخرى هي كالكبسولات الخفيفة ..
وهناك أدعيه كثيرة تمت كتابتها على الصفحات الشخصية , مما يجعلنا نؤمن بحرارة ولكن الأجر بإذن الله ..
 إن مما هو جميل أيضاً عبارة قد تكتبيها بها توجيه ونصح , أو آية أو حديث ننتفع بها أو تذكير بفضل يوم الجمعة وقراءة سورة الكهف ونحوه ..
تقول إحدى الأخوات :
في شهر رمضان كتبت زميلتي تذكيراً : بأن ليلة غد .. قد تكون ليلة القدر فاغتنموها ,
وقد صادف مرضي وقد كنت مستلقية على سريري متهيأة للنوم , وأبي وأخواتي يصلون جماعة ويصلني صوتهم , وجاءني صدى صوت زميلتي تلك أن الليلة قد تكون ليلة القدر
فنهضت و اتممت معهم صلاة الجماعة , فشكرا لها , ولكل من نصح أو نفع .
إن لدى كل فتاة شابة ,,  طاقات ايجابية  , وهاهي التقنية الحديثة تفتح ذراعيها لك
لتلقي في أحضانها كل ما هو مفيد ونافع ..
وتستقي من نهرها كل عذب وجميل .. وأهم ما في الأمر أن لا نتخلى عن نظرتنا الناقدة ,
فلا نقبل كل جديد على علاته إلا بعد قياسة بمقياس الشرع والدين ..
والله إني أحبك في الله و أحب أدخل معك الجنة من أوسع أبوابها
فإن أعجبتك كلماتي فيسرني نشرها لتعم الفائدة ,
وإن لم تعجبك فإنما هي نصيحة مني ولك حق قبولها أو ردها  !
وإن كان لديك أي تعليق أو ملاحظة فصدري يتسع لهما .
و أشكر كل من تفاعل معي أو دعمني بكلمة .. والشكر لله أولاً وأخيراً ..
ودمتم بود

فِطرة البُسَطاء

أستزيد من حبه الذي لا يتناقص .. أعشقه وأعشق طفولته الكبيرة تلك .. وأعشق جنونه , أتحسس أنامله الطرية وأحاول أن أعيد وسطاه المعكوفة لمكانها الطبيعي ,, فيسحب يده ويصرخ , أعتذر إليه , فيلوح بوجهه عني .. أمد يدي قائلة : نتصالح حمودي , نتصالح .. فيذهب تاركاً يدي تقبض الهواء .. أسير خلفه , أحدثه بأحاديثه التي تعجبه .. عن ذلك الولد الذي سرق سيارة أبيه , والآخر الذي سكب اللبن على الأرض .. فيقهقه , ابتسم فيتذكر غضبه ويعرض عني , أصرُّ على اكمال القصة فيقاطعني ويتم قصتي من خياله , يتلاشى غضبه فيقبض على كفي ويدعوني لزيارته في منزله , يأخذني للرواق الذي يفصل بين غرفة أختي الكبيرة ودورة المياة , أستأذنه بأن أجلس على كرسيه الخاص فيرفض , أهدده بأن أخرج من منزله فيرضى , يجلس معي برهة فتأتيه مكالمة على جواله البلاستيكي فيذهب ويتركني أتأمل منزله ودميته   , وعقلٌ في غياهب اللاوعي ,,
ولساني يتمتم: أحبك يا أحمد يا أروع لوحة خلقها الله عزوجل , وأذكى مخلوق في الدنيا !
إنك عبقري لأن عقلك مستمد من براءتك حين تفكر ببساطة وبروح نقية ,,    
مساء أمس تحلقنا حول أحمد وأملٌ قادم يلوح في مخيلتنا .. وإشراقةُ شمسٍ جديدة نناديها بإلحاح .. ويدٌ مرتجفة ترفع يديها للسماء فتسكن وقلوب واهنة مضطربة تدعو الله فتهدأ  ويبقى السؤال عما تخبئه الأقدار ؟ - إن ربك لطيف بعباده –
إنا نفتقدك يا أحمد , نفتقد ضرباتك الموجعة واعتذارك بعدها , وبسمة لاتفارق ثغرك .. نفتقد صوتك الجهوري ولكنتك المحببة , ونكاتك البريئة الرائعة , إنا نتحدث عنك ليل نهار .. فأين أنت لتمنعنا عن الحديث قائلاً ( لحد يجيب سيرتي ) وتتبعها بغنجة , فيقول لك أبـي مراضياً : لكنهم يمتدحونك ..
صغيري : لطالما أخبرتك أنك أميرنا وأنك إذا أردت شيئاً , فما عليك سوى أن تذكر اسمه ويأتيك في الحال , كم اشتقت لتدليلك , وتقبيل خديك , ومناقشتك عن آخر شقاوة أحدثها الصغار , يومٌ بدى لي كالدهر وأنت بين يدي الجراح في غرفة العمليات , وصورة الدماء في مخيلتي .. تسع ساعات مضت وبُشِّرنا بنجاحهم واستقامة عمودك الفقري .. ولن يرتاح لي بال حتى أصارعك , وأتأكد أنك الأقوى حين تصرعني !
*       *       *
نائم على السرير الأبيض كملاك , يتألم بصمت , يشكو بأنين لا يسمعه سواه , وإذا أفاق من غيبوبته نبادر إليه ونحييه بابتسامة عساها أن تخفف عنه الآلام
أوااه يا حَمُّود .. إنك تتجرع الآه صبح مساء .. اصبر يا أحمد (إن الله مع ... ) فيكمل بصوت واهن (مع الصابرين ) ويردف: سأصبر , نعم يا أحمد اصبر وسأقرأ عليك ..
-       اقرأي علي وادعيلي ,
حين  تتكلم بعقلانية فإني أشعر أنك إنسان سوي , أما حين تعطي النصائح فإنك تبدو كواعظ بليغ ! وأنَّى لعقلك أن يستوعب حكماً قلما يستوعبها عقلاء في ضعف عمرك ؟
*      *       *
(حمداً لله على سلامة أحمد ) , ترانيم نشدو بها منذ أن خرج أخي (المريض بنقص الأكسجين , وإعاقة ذهنية ) من العناية المركزة بعد شهر قضاه فيها , بعد عملية جراحية في العمود الفقري , وقضيناه نحن في الدعاء له وتجفيف دموعه .

عدة رؤوس

نهضت من فراشها وغسلت جفنيها المتورمين ,
 دعكتهما بقوة وحين اتضحت لها الرؤية ,
 ارتدت للوراء وصرخت في فزع ...
 أغمضت عينيها وفتحتهما مراراً ...
سحبت خدها الأيمن للتأكد من استيقاظها ,
 تكاثف خوفها من صورتها في المرآه ,
  فما عدت تدرك سوى أن لديها ( رأسان أسودان)
بل ثلاثة وأربعة وعشرة ...
 تضاعفت الرؤوس كلما شرعت في عدها من جديد ....
 شعرت بحرارة تلتهب فيها ...
تلاحقت أنفاسها  ,
وبخار الماء يتصاعد من قدر يغلي أمامها ,
 غرست مخالبها وانتزعت رأساً من وجهها بوحشية
واللون الأحمر غطى المكان ,
ابتسمت في تلذذ و انتزعت رؤؤسها واحداً تلو الأخرى  ..
 حتى أتت عليها كلها ولم يبقى على (أنفها وجبهتها)
أي رؤوس سوداء , أو حبوب داكنة  .
تمت

الأحد، 17 يوليو 2011

فيس بوك بنوتي 2-3


في قديم الزمان كان العربي في العصر الجاهلي , إذا عزم على أمر ما ,
 يزجر الطير فإن ذهب الطير يميناً تفاءل الرجل للعمل الذي يريده ,
أما إن طار شمالاً تشاءم . وذلك ما يسمى (العيافة ) .
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت )
والجبت: هو السحر والفشل الذي لا خير فيه واستعير لما يعبد من دون الله .
(قال ابن عثيمين : ووجه العيافة من السحر أن الإنسان يستند إلى أمر لا حقيقة له ,
فماذا يعني كون الطائر يذهب يميناً أو شمالاً أو أماماً أو خلفاً فهذا لا أصل له . )
ومن المعلوم أنهم كانوا يكشفون عن الخير والشر , بدون استعانة بالجن والشياطين ..
وإنما هو على حسب وجهة الطائر فقط .. كالقرعة تماماً ..
وكذلك عندما تضغطين على زر ما ,
لتكشفين عن مزاجك أسعيدة أنت أم حزينة أم صائعة ....  ,
 أو تضغطين على زر لتقرأي فنجانك ..بتطبيق (قارئة الفنجان ) الإلكترونية  
أو تلتجئي ل(أم نصيب) لتعرفي نصيبك في الحياة ( استغفرك اللهم)
 أو تضغطي على زر آخر لتعرفي شخصيتك ( طيبوة , هادئة , عصبية ... الخ  )
 أو تحاولين قراءة أفكار أصدقائك بتطبيق ( قاريء الأفكار ) ,  مما يعتمد على الدجل والقرعة  .

أترك لكم الحكم على هذا .. هل هو داخل في ( العيافة )
التي ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنها من الجبت ؟؟؟
افترضي أن فلانة من الناس قرأت فنجانها في الفيس بوك  , فظهر لها ( ستتزوجين قريب , من شخص قريب ) , وبعدها خطبت لابن عمها فعلاً ..
فإنه سيتعلق قلبها بذلك التطبيق , وقد تستعمل تطبيقاً آخر للكشف عن جنينها ,
أذكرٌ هو أم أنثى بعد ذلك ..
وهناك فرق جلي بين ذلك وبين أن تكشف عن جنس جنينها بالأشعة في المستشفى والذي هو علم جائز ..
كما يختلف كشفك عن شخصيتك من خلال أسئلة تطرح عليك , وتجيبين عليها ( فهو علم من العلوم ),
  وعندما تكشفين عن شخصيتك أو مزاجك , أو قراءة أفكار صديقك , بضغطة على الكيبورد  ! ..
  فإذا كنتِ حزينة يوماً ما , و كشفتِ عن مزاجك فظهر فيه أنك حزينة ,
فستكتبين أنا فعلاً حزينة أي أن شيء سوى الله ,استطاع أن يعلم ما كان في نفسي  ..
فإذا قلتِ أنا لا أعتقد بذلك ولا أصدقة , وقد أغير مالا يعجبني ومالا يتطابق مع مزاجي
فأقول لك قد يَصدُق المنجم مرةً أو أخرى .. وستصدقين .
و الأجيال من بعدك ستصدق وحينها لن يقوموا بعمل , أو يتزوجوا حتى يستشيرون المدعوة (أم نصيب ) أو غيرها في الفيس بوك  !!
فتتعلق القلوب بغير الله تعالى ..
لا تستغربوا فكفار قريش تعلقت قلوبهم بأصنام , وظنوها واسطة بينهم وبين الله..  بعد أجيال عدة , لذلك كان حكم تعليق الصور محرم , لما سيترتب عليه من مفاسد عبادتها بعد زمن ..
قال تعالى : ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان )  ..
 فأرجو أن لا يلهو أحد بعد ذلك بما يؤثر في عقيدته وتوحيده لله , فالله وحده هو الذي يعلم الغيبيات  , و لا يجوز لك سؤال غيره عن الغيب أوالمستقبل .
>>>>>>>>>>>>>>
 الجزء الأخير من فيس بوك بنوتي هنا
فيس بوك بنوتي 3-3