الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

القصة الفائزة بالمركز الثاني في شبكة فلسطين للحوار

معزوفة الأحلام


للفجر في (برلين) رائحة، كرائحة الثلج حين يذوب في شفاه ملتاعة، كرائحة الشوق حين يصاب العاشقين برعشة، وتلك الشجيرات تتراقص على لحن ريح أبدي، تتمايل في جذل وتهمس لبعضها أن فلسطين ستتحرر. يغلق إبراهيم النافذة ثم يكمل على دفتره:
للفجر في (برلين) صوت، كدموع الغيمات حين تبكي بغزارة، فإن سكان غزة قد تناثروا في كل بقعة..
ينزل (إبراهيم) إلى حديقة المنزل ويرفع يده إلى السماء ليلتقط رحماتها المتساقطة بقبضته، تختلط دموعه بدموع السماء فيغسل وجهه بهما، تنطلق آهته ثم يدعو بحرارة: يا رب حرر فلسطين، ويردفها بدعوته الخالدة: اللهم اجعلني كاتباً كبيراً..
يتذكر عندما بدأ الحلم ينمو في نفسه منذ أن كان ينام في أحضان جدته ويتغنى بقصيدته الطفولية: يا أيتها العصفورة زقزقي، وبجناحيك رفرفي فإننا سنعود..
وما أن أكمل الثانية عشرة من عمره حتى اكتشف أن حبه للكتابة، قد تضخم تدريجياً حتى وصل إلى مرحلة العشق، فصار الأدب حلماً يتنفسه في الصباح وفي الظهيرة وقبل المنام..

تناديه أمه في حنان مصطنع: إبغاهيم ادخل إلى المنزل فالعاصفة ستؤذيك.. يستفزه الاسم فيخرج جواله من جيبه لكي يكتب خاطرة طرأت لباله:
كل الموجودات في ألمانيا باردة، والبعد يتفنن في امتصاص نكهات الأشياء فتبدو الحياة باهته، بلا طعم بلا لون وبلا رائحة..
يفكر: عندما قررت أن آتي إلى هنا لإيجاد عمل بعد أن أنهيت دراستي الثانوية، كان يجب علي أن أعرف بأنني سأصبح حارساً للزهور، لكنني في سوريا كنت أطمح إلى أن أَدرس الأدب، أن أصبح برفيسوراً كبيرا في اللغة العربية وكاتباً يحرر فلسطين بقنابل من أسنان قلمه..
وعندما صارحتني جدتي أنني كبرت، ويتوجب علي أن أعود لأبي في ألمانيا فهو يحتاجني أكثر من أي وقت آخر، قلت في نفسي: وأي واجب يضطره أن يزورني في عيد الأضحى ويتركني بقية العام، لكنني نفضت أشواك ألمي.. وكتبت:
سأفتقدك جدتي، سأفتقد بسمتك ودفأك وكوب الشاي الذي نشربه سوياً، أتعرفين أنني على استعداد أن أبيع نصف عمري إن كان ذلك سيرسم بسمة واحدة على ثغرك، والمتبقي لي من الحياة سأعمله أجيراً عندك.. سأمرغ وجهي في قدميك كما أفعل دائماً، سأظل أناديك أمي، سأحادثك هاتفيا كل يوم وكل ساعة، وإنني وإن رحلت فلأن تلك رغبتك.. أتعرفين أنك لو طلبت مني أن أقتل نفسي لتوجهت إلى الجبهة حالاً لأفتك باليهود، لن أبقي إسرائيلياً واحداً على أرضنا سأعرض نفسي للموت سأموت من أجل فلسطين ومن أجلك..
احتضنتها وأعطيتها الورقة فرأيت دمعها المتساقط وسمعتُ شهقة مكتومة.. ودعتها بصوت متحشرج ثم هربت حتى وصلت للحافلة التي نقلتني للمطار..
وفي الطائرة جلس بجواري شاب معاق ترعاه أمه في المقعد التالي، تطعمه بيديها وتمسح له فمه وأنفه وتساعده في دورة المياة، استثارني المنظر فبكيت.. قالت لي الأم مخففة: لا عليك إنني لا أشعر بتعاسة، فكرت في أمي التي أورثتني عينيها الزرقاوين وشعرها الذهبي، تخيلتني أذوب في أحضانها وأشتم رائحة الأمومة وهي تعتصرني بين يديها بشوق سبعة عشر عاماً.. إلا أن الحيرة أخذتني بعيداً فلم أستطع أن أتبين حقيقة مشاعري تجاهها.
أما أبي فأعترف بأنني اشتقت إليه، فعندما استقبلني في المطار، قبلت جبهته بحنين وطوقت عنقه بذراعي بينما كان يمسح على ظهري بدفء، حمل عني حقيبتي وأخذني معه في سيارته، وفي الطريق أخبرني أبي: بأن أمي أسلمت حديثاً بعد أن رأته حريصاً على صلاته أكثر من أي شيء آخر.. وأنه يفضل الموت جوعاً على أن يأكل لحم خنزير، وأنه يتصدق كثيراً.. وإن كانت لا تفهم لم يردد دائماً أن صدقته من أجل فلسطين.
نظر إلي أبي فلاحظ شرودي، صمت برهة ثم قال لي برقة: إن ديفيد متشوق إلى أن يرى أخاه الوحيد..
غرقت في تأملاتي حتى أنني رأيتني أداعب أخي الأصغر وأخاطبه مازحاً باللغة العربية الفصحى، وإذا انزلق لسان أحدنا إلى اللهجة العامية فإننا نضحك، أتساءل: هل ستكون لهجة أخي فلسطينية خالصة؟ على الأقل لن تشوبها لهجة السوريين مثلي..
وصلنا للمنزل، فقال لي أبي آمراً: سلم على أمك.. صافحتني ببرود ويداي ترتجفان وأنا ألمس أمي للمرة الأولى، أي ذاكرة تلك التي تجود علي بها وقد هجرتني وأنا ابن عام ونصف؟
همت أن تعانقني لكنني دفعتها عني بقسوة، تأملتها ملياً فرأيت في وجهها صورتي.. إلا أن شعرها ينساب حتى ظهرها، وفي وجهها استدارة أكثر.. أي عذر سأقبله لها أنها تنازلت عني لجدتي.. لا لشيء ولكن لأنها لا تستطيع أن تتخلى عن عملها كسائقة أجرة!..
أما عندما خرج أخي ديفيد إلى الدنيا فإن أوضاعهما المالية كانت قد تحسنت قليلاً فتركت أمي العمل وارتقت رتبتها إلى ربة منزل، كما أن أبي أخبرني بفرحة: أنه قد حصل على الجنسية الألمانية منها.

في بادئ الأمر كان حديثي مع ديفيد صعباً، ليس لأنه ابن ستة أعوام فحسب، بل لأنني اكتشفت في الأخير أنه يتقن ثلاث لغات ليست العربية من بينها، وإن أمي وإن كانت ألمانية فإن أباها أمريكي، أما أنا فعليَّ أن أخاطبهم باللغة الانجليزية.. إلا أنني في النهاية تقوقعت على نفسي في صمت ثقيل.
إن أبي هو وحده الذي يخاطبني كما أهوى باللغة العربية، كما أنه الذي يستطيع نطق اسمي صحيحاً.. لكنه لم يمنع نفسه أن يقول بمرح: ألم تجد لك جدتك اسماً آخر؟ إن الألمان أجمعهم لا يستطيعون نطق الراء فهم يبدلونها غيناً.. تكاثف ألمي عند ذكرى جدتي وسرعان ما كتبت:
إن اسمي إبراهيم، ولغتي عربية.. وحرف الراء يتوسطنا كأجمل زخرفة ربانية.

ينتزعه صوت أمه مرة أخرى وهي تنادي عليه: إبغاهيم تعال لتفطر معنا يا بني، فينتبه فجأة إلى وجوده في الحديقة واستناده إلى شجرة ينظر لساعته ثم يخرج للعمل.
يصل إلى حديقة الزهور التي كُلِّف بحراستها، يرى ألوانها وهي تتفنن في صنع الجمال وتنفث عبيراً وحباً، يغمض عينيه في عدم تصديق، ثم يكتب: بينما كنت أصغي إلى زهرتي البيضاء وهي تحكي لي قصة السلام، أتت فراشةٌ فلقحتها وامتصت من قلبها رحيقاً..
لقد كان في شبه غيبوبة وهو يتأمل سحر الطبيعة، ولكن سرعان ما انتصف النهار، مما جعل رفيقة التركي ينبهه بانتهاء دوامه ليرجع إلى منزله..
وبعد مدة عادت أمه من السوق لتجده مستنداً إلى الشجرة ذاتها، ألقت عليه التحية، فنظر إلى الشمس التي غربت تواً، وقال لها دون مناسبة: لكن شمسي قد غربت منذ زمن! نظرت له أمه بحيرة، ثم حدثت نفسها: بأن ابنها يدور في فلك الجنون..
تبعها بعد برهة إلى الداخل واعتكف في غرفته ليسطر خواطره المتزاحمة، يفكر: لقد كنت في سوريا أكتب حين أمتلئ حماسة، لكنني هنا أكتب عندما يفيض الألم ويعبئ الروح عن آخرها..
يسترجع أحاديثه مع التركي سلطان وما حكاه له عن أسطول الحرية، وما حدث بسفينة مرمرة حين أرسلتها تركيا معونة إلى غزة فدمرها اليهود عن بكرة أبيها ثم إن إسرائيل بعد ذلك لم يعتذروا لتركيا عن فعلتهم بل اكتفوا بالأسف لما حدث.
قال سلطان لإبراهيم مستطرداً: إنني أحب فلسطين وحلمي الوحيد أن أسجد السجدة الأخيرة في المسجد الأقصى.
دمعت عينا إبراهيم وأبدى رغبته الشديدة في أن يفعل أي شيء من أجل موطنه الأصلي فلسطين، فعرض عليه سلطان أن يرافقه غداً فهناك مظاهرة ستقام..
استقرت الفكرة في رأس إبراهيم فبعد أن انتهى من عمله، زحف إلى الساحة مع صديقه سلطان وفي يده علم ليهتف بقوة مع المتظاهرين، رأى أعيناً كثيرة مغروقة في حزن عميق وممزوجة بتحدٍ، وصوتهم يرتفع..
وما أن هدأت زوبعة الهتافات حتى انطلق ذلك الصوت من المكبر يلقي خطاباً عن السلام وعن العودة لفلسطين، وحقوق الأسرى والمعتقلين..
اشتد إعجاب إبراهيم بما يسمع، وشعر برغبة ملحة في أن يرى ذلك الوجه الذي ينطق بكل خير، حشر نفسه بين الكتل البشرية ودقق نظره أكثر فالتقت عيناه به ولدهشته فقد كان الذي يلقي الخطاب أبوه.

على الجانب الآخر كان ديفيد يوزع المنشورات وقد رسم على خديه مستطيلات ثلاثة ومثلثاً أحمر.. أما أمه فقد زادها جمالاً العلم الفلسطيني الذي غطت رأسها به، تضخمت في عينيه وهي مصطفة مع النساء فغدت أعظم أم في الوجود، رآها تسند امرأة كبيرة في السن تشبه جدته تماماً، زاره الحنين مرة أخرى لكنه اتجه إلى أمه وقبل رأسها في مودة..

انتهى كل شيء، فاجتمعت العائلة تلقائياً ثم ركبوا في قطار واحد، وبينهم أحاديثٌ مشتركة.. تساءل إبراهيم: هل ستنتفع فلسطين بما قمنا به، فرد أبوه: ستتحقق الأحلام ولو بعد حين.. بينما قالت أمه بإيمان: سينصر الله المسلمين، ووافقها ديفيد الصغير بأن هز رأسه إيجاباً.
ولأول مرة يشعر إبراهيم بالانتماء إلى أسرته إلا أنه في النهاية صارح أباه برغبته في أن يسافر إلى سوريا لأسبوعين..سمح له أبوه أن يقضي إجازة العيد هناك، وحين جاء الموعد رتب إبراهيم ملابسه وجمع أشواقه في حقيبته، ودع أبويه بحرارة وعانق ديفيد في لهفة ثم سافر إلى جدته، ليعود إلى حضنه وأمانه..
ردد إبراهيم بنغم: إن جدتي دفءٌ.. إن جدتي وطنٌ.
وفي المساء وجد نفسه أمامها مباشرة، ألقى عليها نظرةً فأذهله منظرها، إنها ليست هي نفسها التي تركها حفيدها قبل أشهر، إن وشاحها الأبيض قد انقلب إلى السواد.. أما وجهها فقد امتلأ بالتجاعيد وفي عينيها اصفرار..كتب إبراهيم على دفتره:
إن فلسطين كجدتي، تذوي عند رحيل أبنائها عنها.. توقف برهةً ثم أكمل بعزم: وكما عدت لجدتي فسأعود إليك فلسطين.

في صباح يوم العيد جاء إبراهيم إلى جدته مبتسما وفي يده صحيفة..
إن مما يؤمن به إبراهيم: أن الأحلام حين تتحقق فإنها تفعل ذلك دفعةً واحدة، وإنه وإن كان يتمنى بأن يصبح كاتباً مشهوراً، فإن أمنيته الأكبر بأن تلفظ فلسطين أعداءها..
قرأت جدته بصوت مسموع زاويةً في الصحيفة:
(سنريح قلوبنا لليلةٍ ويوم، ونشدو بلحن العيد..
سنغرد، وإن بدا صوتنا كسيمفونية حداد..
ستصبغ غزة شفاهها بديرم من دم،
وتكتحل أم ثكلى ببقايا بارود..
و صدى الشهيد يتردد: الله أكبر.
سنكبرُ الله، نوحدهُ، نحمدهُ كثيراً، نسبحهُ بكرةً وأصيلاً..
رغم الجراح ورغم الألم، سنستجيبُ لدعوة الفرح).
التقطت الجدة بعينيها اسم إبراهيم الذي يتذيل الكلمات، 
تنهدت ثم أردفت قائلة: لطالما حدثتك عن تحقق الأحلام.

*هنا رابط للخبر الذي أعلنت فيه نتائج المسابقة , في موقع مؤسسة فلسطين للثقافة

السبت، 29 أكتوبر 2011

الجزاء

 تزمجرُ الموظفة.. فينقبضُ قلبُ العاملة ألماً وهي تأمرها بتعسف ..تتصاغر فجأة وتجيب على رئيستها التي تناديها بالكبرياء ذاته.

الجمعة، 28 أكتوبر 2011

موعدٌ معَها



قبل غروبك كان نورك يطغى على أقمار دونك وعندما رحلت لاح لنا بصيص من شعاع وأمل وتنافسٌ على لقب بديل عثمان أو يظنون أن لك بدائل يا مهجة القلب زعموا!
ما أصعب أن تدوس على مشاعرك المثقلة بالهم ,, وتولي ظهرك غير آبه بقلبك الذي ينزف وإلى أجل غير مسمى ,
 يبادرني اتصاله في ظهر يوم متعب فأخرج في جذل هاربة من ضجيج الطالبات ومن حر شمس لاترحم ,
افتح الباب المجاور له , فيأتيني  صوت الشيخ في.....................

بقية القصة في إصداري الأول >> كتاب موعد معها <<<


كتبته: إكرام حسن العمري

وقل ربِّ ارحمهما

 من الناس من يترك المعصية ابتغاء وجه الله .
ومنهم من لا يستطيع أن يقترف الإثم أصلاً ..
وذلك لأن تركيبته النفسية تشكلت بتربية معينة منذ الصغر,
حتى أصبح رفض الخطأ منبعثاً من كيانة وفيسيولوجيته الخاصة به دون غيره !
اللهم اهدنا لطريق الجنة .

الجمعة، 23 سبتمبر 2011

مصطفى لطفي المنفلوطي



ما أجمل استغراقه في البحث عن مكنونات الأنفس , وسعيه وراء الحقيقة المغلفة بأكاذيب البشر .. إن ذلك يستهوني كثيراً .

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

رواية النهايات / عبد الرحمن منيف


(خذ الحكمة من أفواه المجانين ) إن هذا ما تبادر لذهني وأنا أقرأ رواية نهايات لعبد الرحمن منيف ,
بطل القصة (عساف ) غريب الأطوار , فهو لم يتزوج لأنه لا يستطيع أن يعول نفسه , وقيل أن ابنة عمه قد رفضته وهددت بأن تحرق نفسها ,  مما جعل أهل القرية يلقبونه أبا ليلى

كتب عبد الرحمن عن غرابة عساف أنه (  حين يبلي حذاؤه ويكون مضطرًّا لشراء حذاء جديد, لا يستطيع أن يستعمل الحذاء الذي يشتريه مباشرة; فكان يدخل عليه تعديلات كبيرة, تفسده في بعض الحالات. كان يلجأ إلى قصّ الجلد عند الأصبعين الصغيرين, وكان يضرب الحذاء ضربات قوية بعد أن يضعه في الماء. ولو سأله أحد عن ذلك لما كان لديه شيء يقوله, حتى هو لا يعرف لماذا يفعل ما يفعله. ولو اقتصر الأمر على الأحذية لهان وفُهم, لكنه كان يفعل بملابسه شيئًا مماثلاً, كان يمزق السراويل في مواضع كثيرة, وفي تلك المواضع يخيط عددًا من الرقع الملونة, وفي بعض الأحيان قطعًا من الجلد الطري. إن هذا شأن من شؤونه, ولا يستطيع أحد أن يناقشه أو يقنعه بغير ذلك.)

عاش حياته منعزلاً عن أهل القرية في البراري يكتشف أسرار الصيد , وهناك التقى بصديقه الكلب الذي اشتراه من الصيادين الذين جاءوا من مكان بعيد مقابل أن يرافقهم لأماكن الصيد كما أنه تنازل لهم عن بعض ما اصطاد .. ليحصل منهم على كلب الصيد مما جعل أهل القرية يلمزونه به ,, ويمنعونه من ادخال الكلب إلى مجالسهم .. لكن عساف أخذ يكتشف أسرار الصيد مع الكلب أكثر وأكثر ..

 ليصبح أمهر صياد في القرية حتى أن  أهل القرية أصبحوا يستشيرونه عن أماكن صيد الحجل ,  وفي أيام القحط نبههم أن عليهم أن لا يصطادوا كل شيء , فالحجل في طريقها للانقراض  والقحط قادم , إلا أنهم لم يستمعوا إليه وفي النهاية مات عساف بعد أن أجبره أهل القرية أن يدل الصيادين الذين قدموا من المدينة على أماكن الصيد ,,

 حزنوا كثيراً على موته وندموا على إخراجه في العاصفة,, انتهى المشهد بمنظر الكلب الذي مات فوق عساف وهو يحتضنه ليبدوا وكأنه كان يحاول أن يمنع الغربان من أن تعبث بجثة رفيقه عساف ليموت بعدها ويبدوا أوفى من البشر.

هنا رابط لتحميل الرواية في ملف وورد

الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

س5

هل من المعقول أن تخلع المسلمة , غطاء رأسها يوماً ما ,, لتكتفي بقبعة ! ..



الأحد، 28 أغسطس 2011

تعلمت من أحمد أن أفرح قلبي بأي شيء ..
وإن كان ذلك بإستبدال فرشاة أسنانه بأخرى جديدة 

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

التصوير على حين غرة







عندما تلتقط صوراً لإنسانٍ وهو لا يدري , فإن ذلك أشبه بالتقاط لحظات السعادة الحقيقة دون زيف أو أقنعة ..
إذا أردنا أن نصور الطبيعة فإننا قطعاً لن نستأذنها , سنتخير أجمل الزوايا التي تستحق أن ينظر إليها المرء مطولاً ونضغط على الزر الذي سيخلدها في الذاكرة  
ليس عليك أن تطلب ممن تحب أن يبتسم لتصوره , بل أن ينظر إليك من تحب ويبتسم لك تلقائياً فإن ذلك يعني استحقاقه لصورة تكون فيها الضحكة نابعة من قلب ..
أجمل اللقطات هي تلك التي تؤخذ على حين غرة .

الاثنين، 15 أغسطس 2011

س4

هل يمكن أن يتطابق شخصان بالقدر الذي يغني أحدهما عن الآخر ؟ إن لكل واحدٍ من التوأم نظرةٌ تختلف !



الأحد، 14 أغسطس 2011

السبت، 30 يوليو 2011

س2



لماذا نتجاهل مشاعرنا الجميلة ونحبسها في بوتقة من صمت , أحينما يموت من نحب تتدفق الأحاسيس فجأة !


الخميس، 28 يوليو 2011

على أعتاب ظلم


أبجدية العناء تلك التي تجرعَتْها ذات صباح.. يا فرحة النجاح تقلصي ويا روح التفوق اخسئي، فقلب الجامعة ملوثٌ بأطنان من الحقد والبغضاء..
ظلت تخطط لحلمها عدة أشهر وتُكَرِّسُ فيه جهدها.. سهرت الليالي ولم تنعم بنوم الظهيرة استأثرت بوقتها لأجله، واثقلت كاهل من حولها، ثم قصمت ظهرها أخبار النتائج (81ب) جيد جداً لمادة عامة لاتمت لتخصصها بصله.
تدخل غرفتها، وتصفق الباب خلفها، بينما تردد بعزم: (سأُكلمها)! تلمع الفكرة في رأسها، أحلام تلك الفتاة المتفوقة زميلتها في الشعبة.. لابد أن لديها رقم الأستاذة.
-         هل تظنين يا أحلام أني سأستطيع استدراك العلامة، إني محطمة ويائسة لقد بذلت أقصى جهدي في هذه المادة.
-         تحدثي مع الأستاذة واشرحي لها ذلك، سأعطيك رقمها.
يتصبب العرق منها وهي تمسح رقماً وتضغط آخر.. تراجعه بنظرها مراتٍ عدة، تحسم الأمر، وسبابتها تضغط على الزر الأخضر، يأتيها ردها بلا روح:
-         لكن درجتك مرتفعة جداً ، تقاطعها:
-    مستواي أعلى من ذلك بكثير ، وتذكر لها معدلها التراكمي، تكمل لاهثة:استدركي لي الدرجة أرجوك أو عَلٍّقي لي المادة لأدرسها في فصل دراسي آخر، ترد بتهكم:
-         تأكدي أني لم أظلم أحداً ورأيي في مستواكِ قد لا يعجبكِ، عوضكِ الله.
خفقات قلبها تزداد، وعزمها يتضاعف، (سأشكوها)!
* * *
تذهب للجامعة في صباح يوم عطلة.. تراها من بُعد خارجةً من القسم، تهتف باسمها في دهشة: أحلام!، تلتقي أعينهما. 
تهم بأن تسألها عن سبب وجودها, فتسبقها بقولها: هاه بشري ماذا فعلتِ.
-         سأقدم اعتراضاً على الدرجة.
-         صدقيني ستعودين بخفي حنين!
-         لن أيأس سأحاول، وبشتى الطرق.
تبتعد بخطواتها عنها وتكمل طريقها تقف عند الباب برهة، فيطالعها وجهها الصارم، تزَّور كلاماً في نفسها.. تتوكل على الله وتدخل.
تخاطب المسؤولة بصوت خافت:
-         لدي اعتراض على درجة إحدى المواد ، تقاطها بحزم:
-         من هي الأستاذة؟ تذكر لها اسمها وتندفع كلماتها:
-    لقد أجبت على اسئلتها التعجيزية بكل طلاقة، سوى فقرة واحدة شككت في صحتها، ثم صدمت بدرجة منخفضة لم أحصل عليها في تاريخ دراستي.
تتنهد، فتخاطبها وعيناها تتصفحان أوراقاً على مكتبها:
-         إن العلامة التي منحتها لكِ الأستاذة عالية مستحقة ولا يحق لكِ رفع تظلم.
-         إنها عالية بالنسبة لمن قرأت الكتاب دون أن تعي معظم مفرداته، لكني استوعبت كامل المنهج، وإن لم تصدقيني فاختبريني مجدداً.
 تنظر إليها وتبتسم بازدراء.
تسألها: أتريدين مني أن أقدم لكِ طلباً بفتح ورقة الإمتحان؟
-         نعم، أرجوك!
-    حسناً ولكني أحيطك علماً بأن فتح الورقة بمبلغ مالي، وبعدها سيتم مراجعتها من أساتذة آخرين وهم من سيقررون استحقاق درجتك، وغالباً ما تكون أقل من تلك التي اعترضت عليها.، تنظر إليها بذعر.. فتوميء برأسها وتقول بأمومة:
-         احمدي الله على كل حال وارضي بقضائه.
تشعر بدمعتها تنساب فتستأذنها وتخرج.
* * *
تعرض بطاقتها الجامعية للموظفة.. تلقي نظرةً على جدولها وتشق طريقها للمبنى الذي ستدرس به المحاضرة الأولى لهذا الفصل.
تمرُّ على قاعة تعرفها فيدهمها صوتها، تراها تحمل الكتاب ذاته الذي شهد خيبتها، وتقول لطالباتها:
-         هذا هو الكتاب المقرر عليكن، انتبهن معي جيداً، فإن طالبة حصلت على امتياز عندي لم أصادفها خلال تدريسي .
يرتفع ضغط دمها، وتصغي:كثيراتٌ هن اللاتي أعدن المادة لدي والتكرار يعلم الـ......
تتأمل طالباتها بشفقة فترى وجوهاً مألوفة وأخرى تائهة، تلمحها وسطهن تستمع للأستاذة بقهر عجباً، أحلام! ما الذي أجلسك هنا مرة أخرى، تخفض عينيها وصدى صمتها يتردد: (إني راسبة في المادة ذاتها يا عزيزتي).
                                                                                    تمت 
                                                                       كتبته : إكرام حسن العمري
 
* هذه القصة نشرت لي في مجلة حياة للفتيات العدد 123 وهذا رابط للإعلان عن العدد في منتدى المعالي 
http://forum.ma3ali.net/t731350.html

س1


هل يجب أن نعرف كل شيء عن أحبتنا ؟ إن اللاشعور يخفي تفاصيل من الحقيقة عنا .


الأربعاء، 27 يوليو 2011

مريول مراهقة




من بين ضجيج الطالبات.. وفي فترة الراحة.. وبعد اختلاط الأنفاس عند نافذة المقصف ينطلق تساؤلها كمدفع:
-         (خلود يا.... لماذا تمشين بهذه الطريقة ؟ )
كانت هذه العبارة أول خيط أكدَّ لها صدق ظنونها، لا تدري بالتحديد متى بدأت تخطو (كالرجل الآلي) كما أسموها لاحقاً، إلا أنها واثقة أن ثقل رجليها يزداد، ونظراتٌ يعلوها الاستفهام مصوبة نحوها.
تفكر: ثمة أمور محيرة في هذه المتوسطة, لم تكن الابتدائية التي كنتُ فيها منذ شهور مليئة بهذا الكم الهائل من عدسات المراقبة، والتي محورها ببساطة ذلك الشيء الذي يحيطني بهمجية.
* * *
تعود إلى المنزل وكابوس مريولها يفقدها توازنها، تقف وجهاً لوجه أمامه في المرآه المستطيلة تراه يملؤها بكل تحدٍ، ترفع يدها فيرتخي كمها حتى تصل إسورته لمرفقها من اتساع فتحته، تقبض على القماش الزائد منه (شبر - شبرين) ضِعفَي ذراعها النحيلة، تشدّ طرفي الفستان من تحت خاصرتها فتتضخم أمنيتها بأن تملأ ذلك الكيس بكتل من اللحم، تخلعه بعصبية وترميه على الأرض.. تستبدله ببيجامتها وسرعان ما يعود التوازن لقدمها، وتنتظم تحركاتها ويتسامى ارتباكها، تعود بخطاها إلى المرآه فتطمئن إلى أن ما ترتديه يناسبها رغم بساطته، إنه لا يعاديها تدقق النظر في المرآه أكثر فتكتشف محبتها للون الأحمر، تبتسم فينتزعها صوت أمها:
-         خلووود القي بمريولك في سلة الغسيل
تسحب طرفه بازدراء وتنطق: (أمي أريد أن أفصل مريولاً على مقاسي مثل صديقاتي)
تجيبها بلا مبالاة (ما الفرق بين الجاهز والتفصيل؟)
على الأقل أريد تضييقه وتردف بحدة: (إن هذا ليس مريولي ابحثي لك عن فتاة وزنها 85 كلجم وتصدقي به عليها) وتقذف به إلى سلة الغسيل.
ترمقها أمها بنظرة تشل لسانها بينما تندفع الكلمات كسيل من قلبها دون أن تتجاوز حنجرتها.. تجر الخطا الواهنة نحو غرفتها وصدى كلمات نطقتها صديقتها يصم أذنها (أتدرين ياخلود أن تضييق الملابس عند الخياط لا تكلف سوى عشرة ريالات فقط)، تطالعها ابتسامتها الماكرة التي عبثاً حاولت إخفاءها، تنفض صورتها الساخرة من رأسها، تضغط بمخدتها على قلبها وتبكي.
ثلاثة أعوام مضت على تلك الدموع التي كانت بداية لسلسة من الهواجس، وها هي تخلع المريول البني إلى غير رجعة، استلقت على السرير ذاته وسكبت بعضاً من الدموع لتعطي الوداع حقه.
ثلاث سنوات أخريات انقضت وانتهى كابوس المرحلة الثانوية وحصلت على تأشيرة الدخول للجامعة.
تخصصت في علم النفس واستمتعت بمواده، وعبارة نطقتها الأستاذة اليوم عالقة بذهنها: (إن الفتاة في مرحلة المراهقة المبكرة تميل إلى ارتداء ما يتوافق مع مثيلاتها، والملابس الجيدة تكسبها الثقة بالنفس، والمراهِقَة التي تشعر أن مظهرها غير ملائم، تميل للعزلة وتصاب بالاكتئاب).
ومضت تسهب في ذكرياتها إلى أن قطعها صوت طرق خفيف متردد على الباب ثم طالعها وجه أختها الصغرى التي عادت من مدرستها تواً، سألتها:
(ألا ترين يا خلود أن الحزام المتصل بالمريول أجمل من المتحرك؟ معظم صديقاتي يرتدينه كذلك!)
تنظر إليها في ذهول وتهز رأسها إيجاباً، بينما تملأ ناظرها بمريولها الداكن اللون.
* هذه القصة نشرت لي في مجلة حياة للفتيات العدد : 127 وفي هذا الرابط إعلان عن العدد