الخميس، 23 يناير 2014

هيا بنا نغتب ساعة


قالت الأم لابنتها التي انصرفت لقضاء حاجة: لقد فاتك (الحش) , فرجتها أن تعيده لها بنظرات متشوقة متشوفة.
  والحش في قاموس اللغة العربية يعني: القطع أو الشلل أو تأجيج النار, وفي عصرنا الحاضر يطلق على (الغيبة) كوسيلة لتلطيف المعنى.
 واليوم صار من الطبيعي أن تسمع الواحدة تقول في وصف صديقاتها أنهن حشاشات بمعنى " يغتبن كثيراً " .. مع بسمة إعجاب وانبساط.
وفي المجلس الواحد لابد أن يُحشُّ أحدهم , وقد يأتي الحش في صور متعددة منها ما يسمى بالفضفضة, ومنها ما يسمى بالانتقاد ومنها ما يسمى بالطرفة. 
أما إذا كانت المرأة ممن ترقص في الأفراح, وبعيداً عن الحكم الشرعي لذلك الأمر, فإن ذنوبها ستتساقط مع اهتزازها على المسرح لأنها ستُحشّ بأقوى أنواع الحش المقرون بالضحكات الصاخبة التي لا تصل لمسمعها وهي منسجمة مع صخب المكان.
قد يصل للمرء بعضاً من الحش الذي حشه الآخرون عنه فتتأجج نار الفتنة ويصبح المعنى اللغوي منطبقاً على الوصف
وقد يقاطع الذي حُشَّ من حشّه فينطبق المعنى الآخر للكلمة, أو قد يتصارع الطرفان فيشلّ أحدهما فينطبق المعنى الثالث.
تداول الناس صورة ساخرة ليدٍ تسكب شاياً من إبريق وقد أخطأت مكان الكوب, وكُتبَ تحتها تعليق بأن هذه الصورة رمزٌ للمرأة عندما تستمع لغيبة تجعلها تنصت بحواسها فلا تنتبه لما تفعل.
فحزنت وأنا أرى الضحكات التقريرية على هذا الرمز الساخر وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة.